تشكّل قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء ضمن الاستراتيجية الخاصة ببكين عام2025 والوصول بها إلى صنع في الصين.
وتسعى الصين للاستحواذ على الجزء الأكبر من الشركات الناشئة داخل البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية ، لتعزيز قوتها الاقتصادية العظمى.
خلال مقال للكاتبة إليزابيت براو في المجلة الامريكية Foreign Policy، قالت إن الحكومات الأوروبية تسعى جاهدة خلال الأعوام الماضية، على تكثيف جهودها، في الحد من امتداد الصين من الامتداد والاستحواذ على الشركات الناشئة والأكثر ابتكارا داخل أراضيها.
وعلى الجانب التشريعي تعمل أوروبا على وقف الامتداد صيني داخلها، حيث أن تعمل المملكة المتحدة على تعزيز تشريعاتها في الحد من عمليات الاستحواذ الأجنبية بها .
على الجانب الأخر الذي يشمل السويد وفرنسا وألمانيا وإيطاليا اتخذو في أكتوبر الماضي قرار بتفعيل آلية فحص الاستثمار الأجنبي المباشر التابع للاتحاد الأوروبي بشكل كامل.
الصين تستحوذ على 51 شركة ناشئة في السويد
وتعود تلك القوانين إلى عمليات الاستحواذات الصينية داخل الدول الأوروبية، حيث نجحت الصين خلال الخمس سنوات التي بين 2014 وحتي 2019 في الاستحواذ داخل السويد على 51 شركة وشراء حصص أقلية داخل 14 شركة أخرى، لتضم عمليات الاستحواذ على 100 شركة فرعية أخرى.
شركات ناشئة مرتبطة بالمؤسسات العسكرية
ما أثار القلق لصناع ومتخذي القرار داخل البلدان الأوروبية، في استحواذ الشركات الصينية في عام 2018 شركتان مرتبطتان بالمؤسسة العسكرية، إضافة إلى 3 شركات سويدية ناشئة مختصة في مجال أشباه الموصلات.
والسؤال هنا هل جاءت قرارات وتشريعات الدول الأوروبية تجاه استحواذ الصين على الشركات الناشئة بها بعد فوات الآوان، بشكل خاص أن ما يهيمن على الدول سياسيا واقتصاديا بطريقة مباشرة وغير مباشرة هي الشركات الناشئة الأكثر ابتكارا.
الاستحواذ على شركات ابتكار في ألمانيا وبريطانيا
وداخل بريطانيا نجحت مؤسسة استثمارية صينية في عام 2017 في الاستحواذ على شركة Imagination البريطانية المختصة في تصنيع الرقائق الإلكترونية، إضافة إلى شركة KUKA الألمانية الرائدة في صناعة الروبوتات الصناعية.
وترى الكاتبة في المقال أن تلك العمليات ما هي إلا أن الصين تستهدف مشاركة الدول الأوروبية في الشركات الاكثر ابتكاراً لديها.
الصين تدعم موطن 120 شركة تكنولوجية في بريطانيا
وما يظهر على السطح بقوة شركتي كامبردج وايرلس وهواوي لشبكة المملكة المتحدة الخاصة باطلاق الجيل الخامس في حديقة كامبردج للعلوم المملوكة ، والتي تشتمل على 120 شركة تكنولوجية متطورة، لاسيما أن الشركتين يقومان بشكل مشترك ببناء ونشر شبكة الجيل الخامس
والغريب في هذا الأمر أن شركة هواوي محظورة من قبل الحكومة البريطانية من توفير المعدات لشبكة الجيل الخامس في البلاد.
ولم يكن هذا الدور الوحيد لشركة هواوي داخل المملكة، حيث قامت الشركة بالتعاون مع مؤسسة البريطانية من أجل “تسريع الرقمنة في حديقة كامبردج للعلوم وتمكين الشركات من استغلال قدرات جديدة وتعزيز الابتكار واكتساب ميزة تنافسية مع تحولها نحو تبني شبكة الجيل الخامس”.
الشركات الناشئة تعرض أفكارها خلال الفعاليات
كما تتم دعوة الشركات الناشئة بانتظام، ضمن الفعاليات التي تقام في كل من جامعة كامبردج وأكسفورد، لعرض أفكارها على شركات رأس المال الاستثماري الصينية.
وادي السيليكون لم يخرج من أولويات الصين
لم يخرج وادي السيليكون، بالولايات المتحد الأمريكية، والذي يضم جميع أعمال التقنية العالية عدد كبير من مطوري ومنتجي الشرائح أو الرقاقات السيليكونية، حيث تعد شركة “بوهوا كابيتال” إحدى شركات الاستثمار الصينية الأكثر نشاطا في المملكة المتحدة، والممول الرئيس للشركات الناشئة في ساحة التكنولوجيا الفائقة في كاليفورنيا.
«دانهوا كابيتال» تستحوذ على عشرات الشركات الأمريكية الناشئة
ونجحت “دانهوا كابيتال”، الشركة ذات رأس مال استثماري تدعمها الحكومة الصينية، في شراء عشرات الشركات الأميركية الناشئة.
حجم الاستثمار الصيني داخل الدول الاوروبية «غير معلوم»
من جانب آخر تستثمر الكيانات الصينية في الشركات الناشئة داخل الولايات المتحدة وأوروبا عبر الشراكات محدودة، التي تسمح لها بالوصول إلى التكنولوجيا التي يستثمرون فيها دون الكشف عن أسمائهم.
وترى إليزابيت براو صاحبة المقال إن الدول الاوروبية تواجه تحديًا كبير يكمن في أن تلك الشركات ليست ملزمة بالإفصاح عن شركائها المحدودين، لذلك فأن الشركات الغربية الناشئة التي تلقت تمويل رأس مال صيني.
وتنهي مقالها بتوصية على أن الغرب يحتاج بشكل عاجل إلى تنظيم تمويل رأس المال الاستثماري الأجنبي، ويشمل ذلك إلزام المستثمرين بالإفصاح عن شركائهم المحدودين.