تكثف الإمارات العربية المتحدة في الآونة الأخيرة، من استضافتها لمؤتمرات فضاء عالمية في إطار استراتيجيتها الطموحة لتطوير علوم الفضاء واحتلال الريادة عربيًا في هذا المجال، وفقًا لموقع مرصد المستقبل.
مؤتمر الفضاء العالمي
وتستضيف الإمارات في مارس المقبل، مؤتمر الفضاء العالمي؛ أكبر تجمع لقادة القطاع الفضائي في العالم العربي، تناقش خلاله الوكالات والمنظمات الفضائية العربية واقع القطاع على مستوى الدول العربية وآليات توحيد الجهود المستقبلية، للمساهمة في دعم القطاع لعملية التنمية المستدامة.
وتنظم المؤتمر وكالة الإمارات للفضاء، ما بين 19 إلى 21 مارس المقبل، بحضور رؤساء وكالات الفضاء حول العالم، ومديرين تنفيذيين من شركات رائدة في مجال الفضاء والطيران، وممثلين عن الهيئات والمنظمات والمؤسسات الحكومية وباحثين وأكاديميين بارزين.
وتتطرق جلسات المؤتمر للسياسات والاستراتيجيات المرتبطة بالقطاع، وأبرز المشاريع الفضائية وأحدث ما وصلت إليها تقنيات استكشاف الفضاء، وسبل تطوير الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية، عن مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، أن «الفضاء والمجالات المرتبطة به، من بين أهم العوامل الدافعة لتطور البشرية ورفاهيتها في الوقت الراهن، بفضل استكشافات يصل إليها بشكل متواصل، لتسهم في تطوير مستوى المعيشة وتعزيز النمو الاقتصادي للدول المتقدمة في هذا القطاع الحيوي.»
وقال إن «وكالة الإمارات للفضاء تسعى من خلال تنظيم الجلسة الخاصة بقادة الوكالات والمنظمات والهيئات العربية ذات الصلة بالقطاع الفضائي إلى ضمان استغلال مقدرات القطاع في نمو المجتمعات العربية، بما ينسجم مع الأهداف الاستراتيجية للوكالة الرامية إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول العربية للنهوض بالقطاع الفضائي في تلك الدول وتشجيع الشباب العربي على العمل في هذا القطاع مستقبلًا من خلال دراسة المواد العلمية المتنوعة.»
وانطلقت النسخة الأولى لمؤتمر الفضاء العالمي، في إمارة أبوظبي عام 2016، بهدف جمع قادة وكالات وهيئات الفضاء العربية تحت سقف واحد، وعرض مختلف المشاريع الفضائية لدى تلك الدول، إلى جانب مناقشة طموحاتها الفضائية المستقبلية، والتطرق لسمات بناها التحتية وقدراتها وكفاءاتها البشرية، ووضع خطط لمواجهة التحديات المستقبلية.
المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية 2020
وتعتزم إمارة دبي استضافة المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية 2020؛ أكبر مؤتمر متخصص في قطاع الفضاء على مستوى العالم، في مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء في أكتوبر/تشرين الأول العام المقبل، للمرة الأولى في العالم العربي.
ووقع مركز محمد بن راشد للفضاء، منتصف فبراير/شباط الجاري، اتفاقية مع الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، لتنظيم فعاليات المؤتمر بدورته الـ71، في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، وسيحضره أكثر من 50 وكالة فضاء عالمية والآلاف من المتخصصين وصناع القرار ورواد الفضاء والعلماء والخبراء والمهتمين؛ من بينهم 4 آلاف شخص من الإمارات.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية، عن مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني، أن «المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية يشكل إضافة نوعية لمؤتمرات متخصصة تستضيفها دولة الإمارات، ومنصة تجمع أبرز الشخصيات الرائدة وصناع القرار في قطاع الفضاء من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات وبناء شراكات استراتيجية ودعم التعاون الدولي في الأنشطة المتعلقة بالفضاء.»
مؤتمر عمليات الفضاء الدولي عام 2022
وفي العام 2022، يستضيف مركز محمد بن راشد للفضاء أيضًا، مؤتمر عمليات الفضاء الدولي سبيس أوبس، الذي يجمع وكالات الفضاء والعلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم في إمارة دبي. وقال الشيباني إن «استضافة هذه الفعاليات الكبرى هي ثمرة جهود مكثفة نبذلها لترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي لتقنية الفضاء.»
ويُنظم مؤتمر عمليات الفضاء الدولي سبيس أوبس كل عامَين، منذ العام 1990، ويمثل مركز محمد بن راشد للفضاء، الإمارات، في لجنة المؤتمر منذ العام 2015.
القمة العالمية لصناعة الطيران
وكانت إمارة أبوظبي، استضافت في مايو/أيار 2018، فعاليات القمة العالمية لصناعة الطيران، بحضور قادة الوكالات الفضائية العربية وممثلين عن الجهات المعنية، وبحثت واقع القطاع الفضائي العربي وسبل تعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال في المستقبل القريب.
12قمرًا بحلول العام 2020
وتسعى وكالة الإمارات للفضاء للوصول بعدد الأقمار الصناعية الإماراتية إلى 12 قمرًا بحلول العام 2020؛ وسبق أن أكد مدير الوكالة، محمد ناصر الأحبابي، مطلع مايو/أيار 2018، على أن «دولة الإمارات تدخل مرحلة جديد فيما يتعلق باكتشاف الفضاء، وإن استثمار الإمارات في الأقمار الصناعية تجاوز 20 مليار درهم (حوالي 5.445 مليار دولار).»
بحوث الفضاء الإماراتية
وتتصدر الإمارات الدول العربية في الاهتمام بعلوم الفضاء، ما تجلى في إنشاء الوكالة الإماراتية لعلوم الفضاء. وفي أول مشروع عربي لاستكشاف الكوكب الأحمر، تعتزم الإمارات إطلاق مسبار الأمل من الأرض في يوليو/تموز 2020، ليصل إلى المريخ مطلع العام 2021، تزامنًا مع ذكرى مرور 50 عامًا على تأسيس الدولة.
ويقدم المشروع إضافات جديدة للدراسات العلمية الدولية عن الكوكب الأحمر وتوقعات طموحة لفهم التغيرات المناخية على كوكب الأرض. ويتكون المسبار من مركبة مضغوطة سداسية الشكل؛ تصميمها يشبه خلايا النحل مصنوعة من الألمنيوم ذات بنية صلبة ووزن خفيف، محمية بغلاف مقوى من صفائح مركبة، حجمها ووزنها الكلي مماثل لسيارة صغيرة، إذ تزن نحو 1500 كيلوجرام متضمنًا وزن الوقود، وبعرض 2.37 مترًا وطول 2.90 مترًا.
الإمارات تكثف عقد مؤتمرات دولية لعلوم الفضاء ضمن استراتيجيتها الطموحة لتنمية القطاع
وللإمارات تجارب سابقة في بحوث الفضاء، إذ أطلقت أواخر سبتمبر/أيلول 2017، مشروعًا لبناء مدينة المريخ العلمية؛ وهي أول مدينة علمية في العالم تحاكي بيئة المريخ وطبيعته المناخية، وأكبر مدينة فضائية تجريبية في العالم، تبلغ كلفة بنائها 137 مليون دولار، ويرغب القائمون عليها أن تكون نموذجًا عمليًا صالحًا للتطبيق على المريخ.
محاكاة بيئات الفضاء
وبين الحين والآخر تبرز تجارب يرعاها القطاع الحكومي أو القطاع الخاص لمحاكاة بيئات الفضاء وانعدام الجاذبية، آخر تلك التجارب أجراها مركز محمد بن راشد للفضاء، أواخر العام الماضي، إذ أطلق مسابقة تتيح للطلاب المقيمين في الإمارات فرصة الفوز برحلة فريدة لاختبار انعدام الجاذبية في الولايات المتحدة، ليتمكن الطلاب من إجراء اختبارات علمية خاصة بهم على غرار رواد الفضاء العاملين في محطة الفضاء الدولية.
وتنظم شركات خاصة في الإمارات حاليًا رحلات افتراضية إلى المريخ؛ مسخرة تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي للوصول إلى رسم تصور مبدئي عنه؛ ويدخل في هذا الإطار رحلات شركة «ألف» الإماراتية للتعليم التكنولوجي الافتراضية (مقرها أبوظبي) الرامية إلى لتحفيز طلبة المدارس والشباب وإثارة اهتمامهم بعلوم الفضاء.
علوم الفضاء في التعليم الجامعي
وأعلنت جامعة الإمارات، منتصف العام الماضي، طرح «مسار علوم الفضاء» لطلبة كلية العلوم، كأحد المسارات التخصصية في قسم الفيزياء، ومن المقرر أن يبدأ الطلبة التسجيل في المسار الجديد اعتبارًا من العام الجامعي المقبل. ويقدم التخصص الجديد في جامعة الإمارات مواضيع متعلقة بتقنية إطلاق الأقمار الاصطناعية، والكواكب واستكشافها، والغلاف الجوي للأرض والكواكب، واستخدام الاستشعار عن بعد في دراسات علوم الفضاء. كمسار أكاديمي يحاكي البرامج العالمية لبناء جيل من المتخصصين في علوم الفضاء مستقبلًا.